عدد المساهمات : 216 تاريخ التسجيل : 03/03/2008 العمر : 38
موضوع: خطر المجلات الخليعة والإنترنت الأربعاء مايو 27, 2009 3:22 am
<tr><td height=10>
خطر المجلات الخليعة والإنترنت
<tr><td height=10><tr><td height=10>د.راشد بن معيض العدواني
يتعرض العالم الإسلامي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة لهجمة إعلامية ثقافية تغريبية يقصد منها تدمير عقيدته وإفساد أخلاقه من أعداء هذا الدين يسلكون في ذلك سبلا شتى و وسائل عدة قال تعالى: (ود الذين كفروا من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفرا حسدا من عند أنفسهم). فأملهم نشر عقيد الإلحاد والخروج من ربقة الإسلام : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). وهدفهم نشر الرذيلة قال تعالى: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما). لقد فشل أعداؤنا في الحرب الحسي فسلكوا سبيلا آخر إنه تدمير العقول وإفساد الأخلاق فتنوعت خططهم وتعددت وسائلهم فمرة بنشر الفكر الإلحادي ومرة بالمخدرات والخمور ومرة بتغريب المرأة و أخرى بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي. وقد قال قائلهم : كأس وغانية تكفي لتحطيم الأمة المحمدية أكثر من خمسين ألف مدفع. وهي وإن لم تدخل حقيقتها مثل هذا البلد المحروس فقد دخلت صورها وشبحها عبر وسائل الإعلام التي تبث فساد الأخلاق وتغيير القيم ولذلك حرم الإسلام الجلوس على مائدة يدار فيها الخمر حتى وإن لم تشرب خوفا من التأثر فالذي يشاهد الأمور المحرمة قد تستمرئها نفسه وقد قيل : إذا كثر الإمساس قل الإحساس . ولا شك أن النظر إلى المناظر الخليعة عبر المجلة أو الإنترنت له أثره على الإنسان المسلم في تدمير أخلاقه وتغيير سلوكه فالرسول صلى الله عليه وسلم حرم أن تصف المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها حيث قد يؤدي إلى مفسدة أخلاقية عند الزوج وهو وصف فقط دون معاينة فكيف إذا كان الإنسان يرى دواعي الافتتان عيانا من خلال المجلة والإنترنت. بل إن النظر إلى الصور الفاتنة في مجلة أو شبكة عالمية قد يكون عقابا معجلا من الله ألا ترى أن الله عاقب جريجا كما في صحيح البخاري لما دعت عليه أمه حيث قالت: اللهم لا تمته حتى يرى وجوه المومسات وهن البغايا. فإذا كان الناظر إلى المجلة الخليعة أو مواقع الفتنة في الإنترنت يرى البغايا فليخف عقاب الله جل وعلا. والقراءة للأمور التي تشكك الإنسان في دينه وتؤثر على أخلاقه تدخل فيما مضى من التأثير والضرر بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى عمر رضي الله عنه يقرأ في صحيفة من التوراة غضب وقال له يا عمر : أمتهوكون فيها والله لقد جئت بها بيضاء نقية ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
والقراءة والنظر في الأمور المحرمة له تأثيرات سيئة على المسلم: أولها: التأثير العقدي ولذلك عبد قوم نوح الأصنام مع أنها كانت صورا فأدى إلى انتشار الشرك وهذا يدل على تأثير هذه الصور حتى في أمر العقيدة ولذلك حرم الإسلام التصوير لذوات الأرواح حفاظا على جناب التوحيد. ثانيا: التأثير في العبادة حيث تغله هذه المشاهدات عن طاعة ربه والمحافظة عليها وتأديتها كما ينبغي وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبا فيه بعض التصاوير فلما انتهى خلعه وأهداه لأحد الصحابة وقال لقد كاد أن يشغلني عن صلاتي وكذلك فإن النظر إلأى الأمور المحرمة في المجلة أو الإنترنت قد يفكر فيها الإنسان في كل وقت حتى عند تأدية عبادته هذا إن لم تؤخره عنها بالكيلة مثل من يسهر لمطالعتها ثم تفوته الصلاة وغيرها من العبادات. ثالثا: التأثير الأخلاقي: لقد حث الإسلام على غض البصر لأنه يؤدي إلى حفظ الإنسان من الانحراف كما حرم أن تصف المرأة أختها لزوجها كأنه ينظر إليها مخافة انتشار الفساد الأخلاقي فكيف بمن يشاهده والمشاهد لأمور الفساد عبر المجلة أو الانترنت سيتأثر بفسادها لا محالة. رابعا: التأثير الاجتماعي: إن متابعة هذه الأمور المشينة ترتب عليه انقطاع بعض العلاقات بين الأب وأبنائه وبين الزوجة وزوجها نظرا للوقت الذي يضيع في الجلوس لمطالعة مجلة أو مشاهدة الإنترنت وهذا إذا كان الأمر في البيت أما إذا كلن خارجه فالأمر أشد وهذا كله أفقد الترابط الأسري في مجتمعنا رونقه. خامسا: التأثير المالي: إن شراء مجلة محرمة أو الاشتراك في الانترنت لأغراض محرمة ضيع مالي وإنفاق للمال في غير محله إرهاق مالي إما لشخصه إن كان هو المنفق أو لغيره إن كان يعطى الأموال من والده أو غيره. سادسا: التأثير الصحي: إن جلوس الإنسان على مشاهد أمور خليعة في مجلة أو إنترنت له أثر صحي سيئ على الإنسان من حيث السهر الطويل المرهق للقوى المؤثر على نظارة الإنسان أو من حيث الأمور النفسية و التفكير فيما لا طائل من ورائه.
ولكي نقاوم هذا الغزو المدمر بجميع مؤثراته لا بد من العودة إلى ديننا نتمسك بعقيدته ونحافظ على أخلاقه وقيمه ولقد رسم الإسلام منهجا عظيما في المحافظة على قيم المسلم وأخلاقه:
أولها: التربية الصالحة : فينبغي على الأسرة المسلمة أن تحرص على تربية أبنائها وتحصينها من الفساد العقدي والانحلال الأخلاقي ولبيان أثر الوالدين في إصلاح الأبناء انظر يا رعاك الله كيف أنكر المجتمع فعلة مريم نظرا لما عُرف عن أبيها وأمها من صلاح وإصلاح قال تعالى: (ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا). فالغالب عند صلاح الوالدين سير الأبناء على خطاهما. و في قصة لقمان يتضح لنا أثر الوالد في التربية يقول الله تعالى على لسان لقمان مربيا ابنه وموجها له في العقيدة قال تعالىلا تشرك بالله) وفي العبادة : (أقم الصلاة) وفي الأخلاق قال تعالىولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) ويقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
ثانيا: إغلاق منافذ الفساد على الأمة أفرادا وجماعات : لقد حذر الإسلام من بعض الطرق المؤدية إلى الوقوع في الفساد أو التفكير فيه ودعى إلى سد المنافذ التي تدخل الفساد على المسلم وهي: 1- البصر قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم. قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن). 2- السمع : قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن). 3- الصوت: قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). 4- الشم : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة استعطرت ليجد الرجال ريحها فهي زانية. 5- العقل : قال الرسول صلى الله وسلم: لا تصف المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها. فالبصر والسمع والعقل والصوت تشترك فيها المجلة الخليعة والإنترنت من حيث النظر إلى الصور المحرمة وسماع ما يعرض في الإنترنت من أمور محرمة والتفكير بها بعد مشاهدتها أو سماعها ولذلك ليحافظ الإنسان المسلم على جميع جوارحه كما رسم هذا الشرع.
التحذير من الرفقة السيئة: لقد أمرنا الله باختيار الصالح من الرفقة فقال : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) والرفيق الصالح هو الذي يحثك على كل خير وينهاك عن كل ومن ذلك الشر النظر في المحرمات في كل مكان منظور أو مقروء ولخطورة تأثير الجلساء على الإنسان منع يعقوب عليه السلام يوسف عليه السلام من الذهب للعب مع اخوته خوفا من الضرر عليه وهم اخوته فكيف بمن ليسوا اخوة للإنسان مع اختلاف مشارب التربية والتوجيه لهم زمنها وجب الحذر من رفقة الأبناء والبنات في هذ العصر وخاصة في جلساتهم ومشاهداتهم لإغلاق باب انتشار الفتن من هذه الوسائل الحديثة. وهناك موانع كثيرة لعل الله أن يسر لها مقالا آخر.
كتبه د. راشد بن معيض العدواني عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام/المدينة النبوية